كتاب سر تأخر العرب والمسلمين
- Posted by 7ewar
- التصنيفات مكتبة حوار
- Date 26/04/2023
- التعليقات 0 comment
كتاب “سر تأخر العرب والمسلمين”
للإمام المجدد محمد الغزالي رحمه الله
بدأ الشيخ رحمه الله كتابه بالحديث عن بداية السقوط و أسبابه لدى العرب و المسلمين فتحدث عن أنه بعد أن كان ثوب الخلافة الراشدة الأبيض الرائع هو المسيطر على مقاليد الحكم و مرت فيه على الأمة الإسلامية فترة هي أزهى فتراتها على الإطلاق و أجمل صورة رُسمت للحكم الإسلامي بعد النبوة إلا أن العرب –بعد أن انطفأ قنديل الخلافة الراشدة عادوا إلى ما كان منهم سابقا من الاعتداد بالأنساب و القبيلة العربية فأدى ذلك إلى استبداد الحكم و سقوط القدرة على الحكم من معايير اختيار الحاكم و بالتالي سقوطها من كل المناصب بالتدريج فأصبحنا نرى المحاباة و التملق و في النهاية وصلت الأمور إلى إطلاق اليد في المال العام (خلافة غير راشدة) و يقصد الشيخ هنا أواخر الأموية و العباسية و العثمانية .
ثم انتقل الشيخ بعد ذلك إلى داء آخر و هو تقاليد الجاهلية التي حلت محل التقاليد الإسلامية فمنها تجهيل وازدراء المرأة –و الإسلام من هذا الظلم براء و ما عانته المرأة و مازالت تعانيه من هذه التقاليد الفاسدة فتارة منعها من التعليم و تارة منعها من الصلاة في المسجد و تارة لا ترى أحد ولا يراها أحد و الموال طويل في العذابات التي قاستها المرأة نتيجة تلك التقاليد الجاهلية , و ينتقل الشيخ بعد بيان هذه المظالم إلى الحل لها فيرى أن الحل هو في غربلة التقاليد و التمسك فقط بتلك التي تنتمى للدين و على حسب درجة ارتباطها بالدين يكون التمسك بها .
ثم انتقل إلى قضايا أخرى معاصرة تحتاج إلى تفكير عميق واجتهاد جديد مثل قضايا الحكم و تحدث عن النظر إلى التجارب السابقة فنأخذ منها المنافع و نترك المضار .
ثم تحدث عن أثر الصراع على السلطة الذى تحدث عنه آنفا و أثره على إهمال الدعوة للإسلام و يقصد بها الدعوة المؤسسية أو أجهزة الدعوة الرسمية بغض النظر عن الدعوة الفردية و دعوة التجار و العلماء , و قد بدأ هذا الصراع و هذا الإهمال في عهد الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين (الأتراك) الذين رفضوا أن يتعربوا أو أن يستعينوا بالعلماء العرب لنشر الإسلام .
و انتقل بعدها للحديث عن قصور الحكام في الاهتمام بالعلم و تنقيحه و ما يصل إلى العامة فبعد أن كان الخلفاء الراشدين يراقبون عن كثب العلم و المتحدثين به و وعاظ المساجد و إبعاد الجهال منهم و ترك المجال للعلماء الحقيقيين نجد أنه في تلك العصور بدأ يصل بعض العلم المغلوط إلى العامة بالإضافة إلى بدء حركة التخلي عن الأصول التي نملكها و التوجه إلى ترجمة الفلسفة الأجنبية و العلم الأجنبي الذي يتميز بفقدانه للمعنى الروحي و الاضطراب في الوسائل و الغايات و ظهور منهج العلم من أجل العلم و الثقافة من أجل الثقافة , و تحدث الشيخ عن أن الإسلام وحده فقط يمكن أن يقدم للعالم أغلى هدية و هي المعنى الروحي .
ثم تحدث الشيخ بعد ذلك عن العلم المغشوش و يقصد به اتجاه بعض الجماعات المعاصرة إلى التمسك برأي واحد و التعصب له بدعوى السلفية و اتباع السلف في حين أنهم يضيقون الواسع و ينكرون باقي الآراء على ما قد يكون لها من الصحة و على ما قد يعترى آراءهم من الخطأ و أورثهم ذلك قصورا في النظرة الشاملة العامة لمضمون الإسلام و روحه و حصرها في مجرد ظاهريات كتقصير الثوب و إطالة اللحية و استخدام السواك و لا ينكر الشيخ عليهم أهمية هذه الأمور فهي من الدين و لكنها ليست هي كل الدين و بالطبع هي ليست لب الدين .
ثم تحدث عن الحد الأدنى الذي يجب أن يتحلى به كل مسلم من الإيمان و عدّدها في ثمانية عناصر هي :
1. خشية الله
2. رجاء الله
3. الشكر
4. الصبر
5. توفير الأسباب
6. حب الله
7. ذكر الله
8. التوبة
ثم تحدث عن دور القيادة و الحكم في تهيئة بيئة مناسبة لحياة المسلم و ضبط جانبها الأخلاقي والاجتماعي و أكّد على ضرورة أن تتبنى القيادة هذه المهمة و ألا تتركها لمهمة الأفراد أو للصدفة فهذا أحفظ لها و أكثر فائدة و نفع للأمة بأكملها على أن يكون أمرها لأفراد قد يوجدوا في وقت ولا يوجدوا في وقت آخر .
و تحدث عن أهمية الأخذ بالعلوم الدنياوية كأهمية الأخذ بالعلوم الدينية , فإن الإسلام دين و دنيا , و بدون العلوم الدنياوية يأخذنا أعداؤنا من حيث لا ندري و يهزموننا مع أن الحق في أيدينا و لكن لأننا فرطنا في العلم الذي نتمكن به من صنع سلاح نرد به كيدهم و تحدث عن أثر تركنا لهذه العلوم و عدم إبداعنا فيها و تسبب ذلك في نظر الأمم المتقدمة لنا نظرة استخفاف و استهتار و سقطت هيبتنا من نفوسهم و تجرأوا علينا و على أراضينا بل و على ديننا , و جعل الشيخ تعلم العلوم الدنياوية فرض و تركها ذنب و قد قال على حد تعبيره :
” إن كل علم يطوى مسافة هذا التخلف هو من أركان الدين و فرائض العبادات العينية والكفائية و هو أولى من نوافل العبادة و مسائل الخلاف التي برع فيها الفارغون و اشتغل بها المتنطعون ” .
ثم انتقل الشيخ بعد ذلك إلى مجال أوسع و هو دور الأمة في نقل رسالة الإسلام العالمية إلى سائر البشر , و بيّن أن صحابة الرسول رضوان الله عليهم قاموا بهذه المهمة على الوجه الأكمل ثم تابع التبليغ من بعدهم رجال أفاضل ساروا على نهجهم و لكن بمرور الزمن قلّ الرجال و تبدل المنهج و تشوهت رسالة الإسلام الطاهرة سواء من المعادين لها أو الناقلين لها بقلة علمهم و سوء تبليغهم , و بيّن الشيخ أن مهمة تبليغ هذه الرسالة العالمية تقع على عاتق العلماء الأفاضل الذين ينبغي عليهم أن يرفعوا شعلة الإسلام النيرة ليستضيء بها الواقعون في ظلام الجهل و الخرافة و الديانات الفاسدة , و أن هناك شروط ينبغي توفرها فيمن يبلغون الدعوة لأن هناك أنصاف علماء قرأوا قراءات مبتورة فأضروا أنفسهم و أضروا غيرهم بل و أضروا الإسلام بنقص علمهم و عدم رسوخ أقدامهم .
ثم انتقل الشيخ للحديث عن التدليس الموجود في المناهج التعليمية المقررة لبعض الدول الإسلامية و بيان ما فيها من أخطاء مقصودة أو غير مقصودة إلا أن ضررها ثابت حاصل على كل حال , و انتقل بعدها للحديث عن أكبر آثار هذا الخلل في المناهج و هو موجة الإلحاد التي شاعت في المجتمعات الإسلامية و أننا بأيدينا سمحنا لهذه الموجة أن تهب على بلادنا و شبابنا ثم تحدث عن مسئوليتنا تجاه مقاومة هذا الإلحاد و محاربته بالعلم و الحجة و البرهان و الإقناع .
ثم انتقل الشيخ رحمه الله إلى الجرح الدامي و الذكريات الأليمة لتلك الهجمات التي شنّها المعادون على الإسلام و أهله فذكر منها جوانب عديدة منها هجمات عسكرية كالحملات الصليبية على القدس و كحرب افغانستان و كالقضية الفلسطينية و احتلال اليهود لفلسطين و احتلال فرنسا للجزائر , و منها ثقافية و فكرية مثل تشويه الإسلام في الأفلام السنيمائية و المجلات و غيرها و مثل إهمال الإنتاج الأدبي الإسلامي كالقصائد و الأشعار الإسلامية الرائعة من المناهج التعليمية في الدول الإسلامية و غيرها الكثير من وجوه الهجوم الضاري على الإسلام و شريعته و جهاده المبين بغية القضاء عليه و إزالته من الوجود .
ثم ختم الشيخ كتابه بفصلين يتحدث فيهم عن أهمية الوحدة للمسلمين إذا كنا بصدد إقامة صحوة إسلامية و رجعة إلى عهد المجد و القوة فإن أول خطواتنا في المسار الصحيح تكمن في توحدنا على راية واحدة و نبذ الخلافات فإن كان اليهود قد توحدوا بوحدة يهودية و النصارى قد توحدوا بوحدة نصرانية فأولى بنا أن نتوحد تحت وحدة إسلامية تجمعنا من أقصى الأرض إلى أقصاها فإذا أُصيب المسلمون في جنوب شرق آسيا يتألم لهم المسلمون في المغرب و موريتانيا , و أختم بما ختم به الشيخ كتابه فيقول :
” و إذا سمحنا لأسباب الفرقة أن تنال منا فلا مستقبل لنا لأننا لن نكون ” .